عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" قال الله: "كذَّبني بن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفؤاً أحد"[صحيح البخاري].
وقال الله تعالى :" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم"[سورة المائدة - 72]، وقال تعالى:" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة"[سورة المائدة - 73]، وقال الله تعالى:" وقالوا اتخذ الرحمن ولداً. لقد جئتم شيئاً إدّاً. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً. أن دَعَوا للرحمن ولداً. وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً. إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً"[سورة مريم- 88-93].
وقال الله تعالى:" وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً"[سورة النساء - 140]، وقال تعالى:"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإمَا يُنسينَّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"[سورة الأنعام - 68]، وقال الله تعالى في وصف عباد الرحمن:" والذين لا يشهدون الزور وإذا مرَوا باللغو مرَوا كراماً"[سورة الفرقان - 72]، قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية:" فأولى الأقوال بالصواب في تأويله أن يقال: والذين لا يشهدون شيئاً من الباطل؛ لا شِركاً، ولا غناء، ولا كذباً، ولا غيره، وكل ما لزمه اسم الزور"[تفسير الطبري- 19/49]، قلت: وأي شرك أعظم من نسبة الولد لله تعالى، وأي غناء أفجر من معازف وترانيم تمجد الآلهة المخترعة، وأي كذب أسوأ ممن كذب على الله تعالى كما تقدم في قوله تعالى في الحديث القدسي :" كذبني ابن آدم"؟
إن إقامة الأعياد والاحتفالات التي تدور على مناسبة شركية، هو إقرار على هذا المناسبة واعتراف بها، وإن المشاركة في مثل هذه الاحتفالات بتهنئة أو حضور أو هدية أو طعام أو شراب يعتبر من شهود الزور والكذب، ولو أن أحدنا دعاه شاتم أبيه أو شاتم أخيه أو شاتم أهله وعشيرته لما أجاب دعوته ولنفر منها أشد ما بكون النفور، أفيكون حظ الله تعالى منا أقل من حظ أنفسنا لدينا! إن ما يسمى "عيد الكريسماس" احتفال بمولد من يزعمون أنه ابن الله وأنه الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، ثم لا يغرنك أنهم يقدمون الاحتفال يوماً أو يؤخرونه يوماً استدراجاً للمسلم وتأليفاً لقلبه حتى لا يتحرج من حضور مشهد الكذب على الله ومشهد شتم الله عز وجل.
ولا يخدعنك أيها الغيور على توحيد الله عز وجل دعاوى المغرضين أن هذه التهنئة هي نوع من التعايش والتسامح، فإن التعايش والتسامح لا يستلزم حضور زورهم وكذبهم، وليس في ترك حضور مناسبة دينية لغير المسلمين أي عدوان عليهم، بل العدوان هو على حق الله تعالى في صيانة جناب التوحيد وطمس معالم الشرك في العلن، فاحفظ الله يحفظك، واعلم أن تمسكك بالتوحيد وهجرانك للباطل هو أفضل ما تقدمه لهؤلاء إن كنت حريصاً على نفعهم والإحسان إليهم إحساناً عاماً، فإن كلمة التوحيد أغلى ما نملك وأغلى ما نهدي وأغلى ما نغار عليه.
محبكم في الله / ملك الصحراء
الرابط :
http://saaid.net/arabic/79.htm