حقيقة أم خيال!
يقولون.. اختر الصديق قبل الطريق... ليس المهم أن تكون صديقي المهم أن تكون صادقا معي... الصاحب ساحب... الصديق وقت الضيق... ويقول خير خلق الله:"المرء علي دين خليله فالينظر أحدكم من يخالل".
مقولات كثيرة اختلفت معناه تارة و تشابهت أخرى، ان الصداقة في أيامنا اتخذت أكثر من معنى بحكم اختلافها بين المجتمعات و الثقافات ولكن الشئ المفروغ منه هو أن هناك وجود لشئ أسمه صداقة وان كان أناس كثر لا تؤمن به، فحتى ديننا الحنيف أولى اهتماما بهذا الموضوع، فما هي الصداقة يا ترى؟ وماذا تعني؟
هي مشتقة من كلمة صدق و الصدق هو الصراحة و الإخلاص في القول و الفعل، و يقولون فلان يصادق فلان أي يكون معه صادقا ولكن هل يعني هذا أن كل من أكون معه صادقا يكون صديقا لي أو كما يقولون انه في وقت الضيق أي من يساعدني علي حل المشكلات و يستمع الي في حالات حزني، أو هو من ينصحني لترك أو فعل شئ ما لمصلحتي! ترى هل يكون الصديق زميلا في العمل أو الدراسة أم أنه جاري ولكن ماذا عن عائلتي أيمكن أن يكون أحد من أفراد عائلتي صديقا لي!؟
ان الصداقة ليست فترة عابرة أو مجرد كلمة تقال، وهي أيضا ليست جزءا من الحياة فهي كل الحياة التي تضفي علينا من معنى، هي التآزر و المشاركة و التعاون و الحب و الإخلاص، الوفاء، المسؤولية، الشفافية، تتمثل الصداقة في أجمل معاني الحياة و ان هناك مقولة لطالما أحببتها وهي" أجمل ما في الوجود صديق حقيقي يقرأك دون حروف و يفهمك دون كلام".
فالصداقة علاقة إنسانية تقوم علي أساس الآلفة و الارتياح، فهي لا تأتي في يوم و ليلة ولكنها عملية اختيار لا إرادية تحدث بعد فترة من زمن معين من معرفتك له، تجد نفسك قد اخترت شخصا وهو في المقابل اختارك لكي تكونا معا دائما في ما يواجهكم من الحياة وتكون هذه العلاقة في أغلب الأحيان بين اثنين أو ثلاث أشخاص وان زادت عن هذا الحد فلن تكون صداقة حقيقية وقد تكون هذه العلاقة من نفس الجنس وقد تكون لا. الا أنني لا أحبذ الصداقة بين جنسين مختلفين فقد تشوه معناها فهناك أشياء في كلا الجنسين يصعب علي الأخر فهمها وفي أغلب هذا النوع من العلاقات تأخذ الصداقة وقتا قصيرة حيث يتغير نوع هذه العلاقة.
فالصديق بمثابة العائلة ولكن الفرق أنك لم تختر والديك و أهلك بل قدر لك ذلك وان الصديق قدر و اختيار فإذا كان لديك صديق كنت تظن أنه كذلك وبعد فترة صمدت بعكس ما كنت تظن فانه لم يكن أساسا صديقا لك . هناك مقولة تقول: ان فقدت شيئا ثمينا فأطلق سراحه فان عاد فهو لك و ان لم يعد فلم يكن لك منذ البداية.
كتبت بقلم عاشق الانتر