﴿ وما كان لكُمْ ان تُؤْذُوا رسُول اللّهِ ﴾
بقلم : الشيخ الفاضل سالم الطويل – حفظه الله –
الحمد لله رب العالمين وﻻ عدوان اﻻ على الظالمين والعاقبة للمتقين أما بعد:
فان الذي يؤذي رسول الله فقد آذى الله تعالى ومن آذى الله ورسوله فقد استحق لعنة الله في الدنيا والآخرة والدليل قوله تعالى في سورة الاحزاب (57) { انّ الّذِين يُؤْذُون اللّه ورسُولهُ لعنهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا والْآخِرةِ وأعدّ لهُمْ عذابًا مُهِينًا }، ومن المعلوم شرعا وعقلا وعرفا وذوقا وحسا ومعنى وبجميع المقاييس واﻻعتبارات ان التعرض لزوجة الرجل بالقذف أو السب أو حتى بالتعريض أو أي نوع من اﻻعتداء يعتبر اكبر ايذاء له.
وهذا ﻻ يختلف عليه عاقلان وﻻ يتنازع فيه مسلمان وأشد من هذا اذا كان القذف والسب متوجها الى زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ( أم المؤمنين عائشة ) رضي الله عنها.
وﻻ يكاد ينقطع عجب المسلم عندما يسمع انسانا يزعم أنه مسلم ويدعي أنه يؤمن بالقرآن وأنه كتاب الله تعالى وكلامه الذي انزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفيه قوله تعالى { النّبِيُّ أوْلى بِالْمُؤْمِنِين مِنْ أنْفُسِهِمْ وأزْواجُهُ أُمّهاتُهُمْ } [اﻻحزاب (6)]، ثم يتجزأ على القذف والسب لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين!!
[فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها]
لقد كانت عائشة رضي الله عنها أحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاطلاق كما روى البخاري في صحيحه (3770) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول: « فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ».
وروى البخاري في صحيحه (3662) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب اليك قال: ( عائشة ) فقلت من الرجال فقال: ( أبوها ) قلت: ثم من؟ قال: ( ثم عمر بن الخطاب ) فعد رجالاً.
وفضائلها كثيرة وهي اشهر من ان تحصر فهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة اختارها له الله عز وجل وهي أم المؤمنين وما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا سواها وهي ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي هو أفضل رجل في امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد نبيها، وعائشة رضي الله عنها هي أعلم وأفقه نساء المسلمين بلا نزاع وﻻ خلاف وكان الصحابة يرجعون اليها في كثير من المسائل ﻻ سيما المسائل التي تتعلق بالأحوال الخاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم والتي ﻻ يطلع عليها غالبا الا ازواجه.
وقد ابتليت ببلاء عظيم في حادثة الافك فقذفها بعض المنافقين بالفاحشة الكبرى وأرادوا بذلك الطعن برسول الله صلى الله عليه وسلم وابطال دين الاسلام فبرأها الله عز وجل وأنزل آيات بينات من كتابه في سورة النور وآمن المؤمنون وصدقوا براءتها وكذب بذلك الزنادقة والملحدون.وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم على صدرها ودفن في حجرتها.
فمن أحبها أحبه الله تعالى ومن ابغضها ابغضه ومن آذاها فقد آذى الله ورسوله واستحق اللعنة في الدنيا والآخرة وقد توعده الله بالعذاب المهين! فائدة: معنى أمهات المؤمنين أي بالاحترام والتقدير وتحريم الزواج منهن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: { يا أيُّها الّذِين آمنُوا لا تدْخُلُوا بُيُوت النّبِيِّ الّا ان يُؤْذن لكُمْ الى طعامٍ غيْر ناظِرِين اناهُ ولكِنْ اذا دُعِيتُمْ فادْخُلُوا فاذا طعِمْتُمْ فانْتشِرُوا ولا مُسْتأْنِسِين لِحدِيثٍ ان ذلِكُمْ كان يُؤْذِي النّبِيّ فيسْتحْيِي مِنْكُمْ واللّهُ لا يسْتحْيِي مِن الْحقِّ واذا سألْتُمُوهُنّ متاعًا فاسْألُوهُنّ مِنْ وراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أطْهرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنّ وما كان لكُمْ ان تُؤْذُوا رسُول اللّهِ ولا ان تنْكِحُوا أزْواجهُ مِنْ بعْدِهِ أبدًا ان ذلِكُمْ كان عِنْد اللّهِ عظِيمًا } [اﻻحزاب الآية (53)].
ملاحظة مهمة جداً :
بعض أعداء اﻻسلام والمسلمين بل أعداء الله ورسوله يطعنون بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويريدون بذلك اغاظة المسلمين ويحرصون على نشر طعوناتهم في وسائل اﻻعلام.
والواجب علينا أﻻ ننشر ما قال فلان وفلان حتى ﻻ نساهم بتحقيق هدفه وغايته من حيث ﻻ نشعر فلنتنبه لذلك.
والحمد لله أوﻻ وآخرا وظاهرا وباطنا صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه واصحابه اجمعين.
عن صحيفة الوطن الليبية
http://alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=1...erid={WriterID